خَزِيتِ في بدْرٍ وبعد بدر...
يا بنت وَقّاعٍ عظيم الكُفْرِ
صبّحكِ اللَّهُ غَداةَ الفجرِ...
مِلْهَاشِمِيِّين الطِّوَال الزُّهْرِ
بكل قَطّاعٍ حُسَامٍ يَفْرِي...
حمزةُ لَيْثي وعَليٌّ صَقْرِي
إذْ رَامَ شَيْبَ وأبوكِ غَدْرِي...
فَخَضَبَا منه ضَوَاحِي النَّحْرِ
ونَذْرِك السّوءَ فشرّ نَذْرِ...
وقال عبد الله بن رواحة يبكي حمزة رضي الله عنه :
بكت عيني وحق لها بُكاها...
وما يغني البكاء ولا العَوِيل
على أسَدِ الإله غَداة قالوا...
أحَمْزَةُ ذاكم الرّجل القتِيل
أُصيب المسلمون به جميعا...
هناك، وقد أُصيب به الرّسول
أبا يَعْلَى لك الأركان هُدّت...
وأنت الماجد البَرّ الوَصُول
عليك سلام ربك في جِنانٍ...
مخالِطها نعيم لا يزول
ألا يا هاشم الأخيارِ صبراً...
فكل فعالِكم حسن جميل
رسول اللَّه مصطبِر كرِيم...
بأمر الله ينطِق إذ يقول
ألا من مُبْلِغ عنى لُؤَيّاً...
فبعد اليومِ دَائِلَةٌ تَدُول
وقبل اليوم ما عرفوا وذاقوا...
وقائِعنا بها يُشْفى الغَلِيل
نَسَبْتُم ضربَنا بِقَليبِ بَدْرٍ...
غداةَ أتاكم الموتُ العَجِيل
غَداةَ ثَوَى أبو جهل صريعاً...
عليه الطَّيْر حَائِمَةً تَجُول
وعُتْبَة وابنه خَرَّا جميعا...
وشَيْبَة عَضّه السيفُ الصّقِيل
ومَتْرَكُنا أُمَيَّةَ مُجْلَعِبّاً...
وفي حَيْزُومِه لَدْنٌ نبيل
وهَامَ بنِي ربيعة سائِلوها...
ففي أسيافِنا منها فُلُول
ألا يا هِنْدُ لا تبدي شَمَاتا...
بحمزةَ إن عِزّكم ذَليل
ألا يا هِنْدُ فابكي لا تَمَلِّي...
فأنتِ الوَالِهِ العَبْرَى الهَبُول
ورَثَتْه أيضاً أُختُه صفية، وذلك مذكور في السيرة، رضي الله عنهم أجمعين. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٤ صـ ١٨٧ ـ ١٨٩﴾
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
﴿ إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٢٢)﴾
يُبْرِزُ الجميعَ في صدار الاختيار ؛ كأنَّ الأمر إليهم في نفيهم وإتيانهم، وفعلهم وتركهم، وفي الحقيقة لا يتقلبون إلا بتصريف القبضة، وتقليب القدرة. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٢٧٤﴾


الصفحة التالية
Icon