وجوز أن يكون هناك جنات متفاوتة وأن هذه الجنة للمتقين الموصوفين بهذه الصفات لا يشاركهم فيها غيرهم لا بالذات ولا بالتبع ولعلها الفردوس المصرح بها في قوله ﷺ :" إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس " وفيه تأمل. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٤ صـ ٥٧﴾
فائدة
قال الفخر :
قوله تعالى :﴿أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾
ظاهره يدل على أن الجنة والنار مخلوقتان الآن وقد سبق تقرير ذلك. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٩ صـ ٦﴾
" فوائد لغوية وإعرابية "
قال ابن عادل :
قرأ نافعُ، وابْنُ عَامِرٍ : سارعوا - بدون واو - وكذلك هي في مصاحف المدينة والشام.
والباقون بواو العطف، وكذلك هي في مصاحف مكةَ والعراقِ ومصحف عثمانَ.
فمن أسقطها استأنف الأمر بذلك، أو أراد العطف، لكنه حذف العاطفَ ؛ لقُرْب كل واحد منهما من الآخر في المعنى - كقوله تعالى :﴿ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ ﴾ [ الكهف : ٢٢ ]، فإن قوله :﴿ وسارعوا ﴾، وقوله :﴿ وأطيعوا ﴾ كالشيء الواحد، وقد تقدم ضعف هذا المذهب.
ومن أثبت الواو عطف جملة أمريةً على مثلها، وبعد إتباع الأثر في التلاوة، أتبع كل رسم مصحفه.
ورَوَى الكِسَائِيُّ : الإمالة في ﴿ وسارعوا ﴾، و﴿ أولئك يُسَارِعُونَ ﴾ [ المؤمنون : ٦١ ]، و﴿ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الخيرات ﴾ [ المؤمنون : ٥٦ ] وذلك لمكان الراء المكسورة.
قوله :﴿ مِّن رَّبِّكُمْ ﴾ صفة لِ " مَغْفِرَةٍ "، و" مِنْ " للابتداء مجازاً.
فصل
قال بعضهم : في الكلام حذف، والتقدير : وسارعوا إلى ما يوجب مغفرة من ربكم.
وفيه نظر ؛ لأن الموجب للمغفرة، ليس إلا أفعال المأمورات، وترك المنهيات، فكان هذا أمراً بالمسارعة إلى فعل المأمورات، وترك المنهيات.