وآخره على طريقته الاعتزالية من : أن من مات مصرًّا دخل النار ولا يخرج منها أبداً. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٣ صـ ٦٥﴾
فائدة
قال الخطيب الشربينى :
تنبيه : لا يلزم من إعداد الجنة للمتقين والتائبين جزاء لهم أن لا يدخلها المصرون كما لا يلزم من إعداد النار للكافرين جزاء لهم أن لا يدخلها غيرهم، فقول الزمخشري في "الكشاف" وفي هذه الآيات بيان قاطع على أنّ الذين آمنوا على ثلاث طبقات : متقون وتائبون ومصرون وأنّ الجنة للمتقين والتائبين منهم دون المصرين ومن خلف في ذلك فقد كابر عقله وعاند ربه جار على طريق الاعتزال من أن مرتكب الكبيرة إذا مات مصرّاً لا يدخل الجنة ونعوذ بالله من ذلك بل كل من مات على الإسلام يدخل الجنة وهو تحت المشيئة إن شاء الله عذبه، وإن شاء عفا عنه. أ هـ ﴿السراج المنير حـ ١ صـ ٣٨٩﴾
" فوائد لغوية وإعرابية "
قال ابن عادل :
قوله تعالى ﴿والذين إذا فعلوا فاحشة﴾
يجوز أن يكون معطوفاً على الموصول قبله، ففيه ما فيه من الأوجه السابقة، وتكون الجملةُ من قوله :﴿ والله يُحِبُّ المحسنين ﴾ [ آل عمران : ١٣٤ ] جملة اعتراض بين المتعاطفين.
ويجوز أن يكون " والذين " مرفوعاً بالابتداء، و" أولَئِكَ " مبتدأ ثانٍ، و" جَزَاؤهُمْ " مبتدأ ثالث، و" مَغْفِرَةٌ " خبر الثالث، والثالث وخبره خبر الثاني، والثاني وخبره خبر الأول.
وقوله :﴿ إِذَا فَعَلُواْ ﴾ شرط، وجوابه :﴿ ذَكَرُواْ ﴾.
قوله :﴿ فاستغفروا ﴾ عطف على الجواب، والجملة الشرطية وجوابها صلة الموصول، والمفعول الأول لـ " اسْتَغْفَرُوا " محذوف، أي : استغفروا الله لذنوبهم، وقد تقدم الكلام على " استغفر "، وأنه تعدى لاثنين، ثانيهما بحرف الجر، وليس هو هذه اللام، بل " من " وقد يُحْذَف.
الفاحشة - هنا - نعت محذوف، تقديره : فعلوا فِعْلَةً فاحشةً.
وأصل الفُحْش : القُبْح الخارج عن الحد، فقوله :﴿ فَاحِشَةً ﴾ يعني : قبيحة، خارجة عما أذن الله فيه.
قال جَابِر : الفاحشة : الزنا ؛ لقوله تعالى :﴿ واللاتي يَأْتِينَ الفاحشة مِن نِّسَآئِكُمْ ﴾ [ النساء : ١٥ ]، وقوله :﴿ وَلاَ تَقْرَبُواْ الزنى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً ﴾ [ الإسراء : ٣٢ ].
قوله :﴿ وَمَنْ يَغْفِرُ ﴾ استفهام بمعنى : النفي، ولذلك وقع بعده الاستثناء.


الصفحة التالية
Icon