" فصل "
قال السيوطى :
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٣٥) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (١٣٦)
أخرج ابن جرير عن الحسن أنه قرأ ﴿ الذين ينفقون في السراء والضراء... ﴾ [ آل عمران : ١٣٤ ] الآية. ثم قرأ ﴿ والذين إذا فعلوا فاحشة... ﴾ الآية فقال : إن هذين النعتين لعنت رجل واحد.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في الآية قال : هذان ذنبان. فعلوا فاحشة ذنب، وظلموا أنفسهم ذنب.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن جابر بن زيد في قوله ﴿ والذين إذا فعلوا فاحشة ﴾ قال : زنا القوم ورب الكعبة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله ﴿ فعلوا فاحشة ﴾ قال : الزنا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود أنه ذكرعنده بنو إسرائيل وما فضلهم الله به فقال : كان بنو إسرائيل إذا أذنب أحدهم ذنباً أصبح وقد كتبت كفارته على أسكفة بابه، وجعلت كفارة ذنوبكم قولاً تقولونه تستغفرون الله فيغفر لكم. والذي نفسي بيده لقد أعطانا الله آية لهي أحب إليَّ من الدنيا وما فيها ﴿ والذين إذا فعلوا فاحشة... ﴾ الآية.
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والطبراني وابن أبي الدنيا وابن المنذر والبيهقي عن ابن مسعود قال : إن في كتاب الله لآيتين ما أذنب عبد ذنباً فقرأهما فاستغفر الله إلا غفر له ﴿ والذين إذا فعلوا فاحشة... ﴾ الآية. وقوله ﴿ ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه... ﴾ [ النساء : ١١٠ ] الآية.