فصل
قال الفخر :
قال الواحدي رحمه الله : اللام في قوله :﴿وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ﴾ لام القسم، بتقدير الله لئن قتلتم في سبيل الله، واللام في قوله :﴿لَمَغْفِرَةٌ مّنَ الله وَرَحْمَةٌ﴾ جواب القسم، ودال على أن ما هو داخل عليه جزاء، والأصوب عندي أن يقال : هذه اللام للتأكيد، فيكون المعنى إن وجب أن تموتوا وتقتلوا في سفركم وغزوكم، فكذلك يجب أن تفوزوا بالمغفرة أيضا، فلماذا تحترزون عنه كأنه قيل : إن الموت والقتل غير لازم الحصول، ثم بتقدير أن يكون لازماً فإنه يستعقب لزوم المغفرة، فكيف يليق بالعاقل أن يحترز عنه ؟. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٩ صـ ٤٨﴾
قال أبو السعود :
واللام في قوله تعالى :﴿ لَمَغْفِرَةٌ مّنَ الله وَرَحْمَةٌ ﴾ لامُ الابتداء، والتنوينُ في الموضعين للتقليل، ومِنْ متعلقةٌ بمحذوف وقع صفةً للمبتدأ، وقد حُذفت صفةُ رحمةٌ لدِلالة المذكورِ عليها، والجملةُ جوابٌ للقسم سادٌّ مسدَّ جوابِ الشرطِ والمعنى أن السفرَ والغزوَ ليس مما يجلُب الموتَ ويقدّم الأجلَ أصلاً ولئن وقع ذلك بأمر الله تعالى لنفحةٌ يسيرةٌ من مغفرة ورحمةً كائنتين من الله تعالى بمقابلة ذلك ﴿ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ أي الكفرةُ من منافعِ الدنيا وطيّباتها مدةَ أعمارِهم.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما خيرٌ من طِلاع الأرضِ ذَهَبةً حمراءَ. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٢ صـ ١٠٤﴾