من فوائد ابن عطية فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾
اللام في قوله تعالى :﴿ ولئن قتلتم ﴾ هي المؤذنة بمجيء القسم، واللام في قوله :﴿ لمغفرة ﴾ هي المتلقية للقسم، والتقدير : والله لمغفرة، وترتب الموت قبل القتل في قوله ﴿ ما ماتوا وما قتلوا ﴾ [ آل عمران : ١٥٦ ] مراعاة لرتبة الضرب في الأرض والغزو فقدم الموت الذي هو بإزاء المتقدم الذكر وهو الضرب، وقدم القتل في قوله تعالى :﴿ ولئن قتلتم ﴾ لأنه ابتداء إخبار، فقدم الأشرف الأهم، والمعنى : أو متم في سبيل الله، فوقع أجركم على الله، ثم قدم الموت في قوله تعالى :﴿ ولئن متم أو قتلتم ﴾ لأنها آية وعظ بالآخرة والحشر، وآية تزهيد في الدنيا والحياة، والموت المذكور فيها هو موت على الإطلاق في السبيل وفي المنزل وكيف كان، فقدم لعمومه وأنه الأغلب في الناس من القتل، وقرأ نافع وحمزة والكسائي " مِتم " بكسر الميم و" متنا " و" مت " بالكسر في جميع القرآن وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر : بضم الميم في جميع القرآن، وروى أبو بكر عن عاصم ضم الميم في جميع القرآن، وروى عنه حفص ضم الميم في هذين الموضعين " أو مُتم ولئن مُتم " فقط، وكسر الميم حيث ما وقعت في جميع القرآن، قال أبو علي : ضم الميم هو الأشهر والأقيس، مت تموت مثل : قلت تقول وطفت تطوف، والكسر شاذ في القياس وإن كان قد استعمل كثيراً، وليس كما شذ قياساً واستعمالاً كشذوذ اليجدع ونحوه، ونظير مت تموت بكسر الميم فضل بكسر الضاد يفضل في الصحيح وأنشدوا :
ذكرت ابن عباس بباب ابن عامر... وما مر من عمري ذكرت وما فضل


الصفحة التالية
Icon