وقد سئل الشيخ ولي الدين العراقي هل العلم بكونه ﷺ بشراً ومن العرب شرط في صحة الإيمان أو من فروض الكفاية ؟ فأجاب بأنه شرط في صحة الإيمان، ثم قال : فلو قال شخص : أومن برسالة محمد ﷺ إلى جميع الخلق لكن لا أدري هل هو من البشر أو من الملائكة أو من الجن، أو لا أدري هل هو من العرب أو العجم ؟ فلا شك في كفره لتكذيبه القرآن وجحده ما تلقته قرون الإسلام خلفاً عن سلف وصار معلوماً بالضرورة عند الخاص والعام ولا أعلم في ذلك خلافاً فلو كان غبياً لا يعرف ذلك وجب تعليمه إياه فإن جحده بعد ذلك حكمنا بكفره انتهى، وهل يقاس اعتقاد أنه ﷺ من أشرف القبائل والبطون على ذلك فيجب ذلك في صحة الإسلام أو لا يقاس فحينئذ يصح إيمان من لم يعرف ذلك لكنه منزه تلك الساحة العلية عن كل وصمة ؟ فيه تأمل، والظاهر الثاني وهو الأوفق بعوام المؤمنين. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٤ صـ ١١٣ ـ ١١٤﴾
لطيفة
قال أبو حيان :
وقال ابن عباس : ما خلق الله نفساً هي أكرم على الله من محمد رسوله ﷺ، وما أقسم بحياة أحد غيره فقال : لعمرك. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٣ صـ ١١٠﴾
فصل
قال الفخر :
اعلم أن بعثة الرسول إحسان من الله إلى الخلق ثم إنه لما كان الانتفاع بالرسول أكثر كان وجه الإنعام في بعثة الرسل أكثر، وبعثة محمد ﷺ كانت مشتملة على الأمرين :
أحدهما : المنافع الحاصلة من أصل البعثة،
والثاني : المنافع الحاصلة بسب ما فيه من الخصال التي ما كانت موجودة في غيره.