ثمّ قال : اللّهمّ فأقِل العَثرة، واعفُ عن الزّلّة، وعُدْ بِحلمِك على جهل من لم يَرْجُ غيرَك، ولم يَثِق إلا بك، فإنك واسع المَغفِرة. يا رب، أين لذي الخطأ مَهْرب إلا إليك. قال داود بن أبي هِنْد : فبلغنيِ أنّ سعيد بن المُسَيِّب قال حين بلغه ذلك : لقد رغب إلى مَن لا مَرغب إلا إليه كَرْهاَ، وإني أرجو من الله له الرحمة ".
الأصمعي قال : سمعتُ أعرابياً يقول في دُعائه واْبتهاله : إلهي، ما توهمتُ سَعة رحمتك، إلا وكانت نَغْمة عَفْوك تَقْرَع مسامعي : أن قد غَفَرتُ لك. فصَدِّق ظني بك، وحَقِّق رجائي فيك يا إلهي. ومن أحسن ما قيل في الرجاء هذا البيتُ :
وإنّي لأرجو الله حتى كأنَّني... أرَى بِجَميل الظنّ ما اللَهُ صانِعُ. أ هـ ﴿ العقد الفريد حـ ٣ صـ ١٣٨ ـ ١٣٩﴾