وقول عيسى - عليه السلام - ﴿ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾. " فرفع يديه وقال : اللهم أمتي أمتي وبكى، فقال الله عز وجل : يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم فسله ما يُبكيك ؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله، فأخبره رسول الله ﷺ بما قال وهو أعلم، فقال الله : يا جبريل، اذهب إلى محمد فقل :(إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك) "
ورسول الله - ﷺ - له موقف آخر يدل على كمال رحمته بأمته، فقد أنزل الله فيما أنزل من القرآن الكريم - بعد فترة الوحي - قوله تعالى :﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾.
انظروا إلى ما ورد عن سيدنا علي في هذه الآية، فقد روِيَ أنه - رضي الله عنه - قال لأهل العراق : إنكم تقولون : إن أرجى آية في كتاب الله تعالى :﴿ قُلْ ياعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً ﴾. قالوا : إنا نقول ذلك قال : ولكنّا - أهل البيت - نقول : إن أرجى آية في كتاب الله قوله تعالى :﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ﴾. وفي الحديث لما نزلت هذه الآية قال النبي - ﷺ - :(إذا لا أرضى وواحد من أمتي في النار).
كما روى أن رسول الله - ﷺ - قال :" لكل نبيّ دعوة مستجابة فتعجل كل نبيّ دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعتي لأمتي يوم القيامة ".
وهكذا نرى شغل رسول الله بأمته كأمر واضح موجود في بؤرة شعوره.


الصفحة التالية
Icon