والثاني : قال أبو بكر الأصم : نزلت هذه الآية في يوم أحد لما رجع الناس إليه ﷺ بعد الهزيمة فشد بهم على المشركين حتى كشفهم، وكانوا قد هموا بالمثلة فدفعهم عنها بعد أن مثلوا بحمزة، فقذف الله في قلوبهم الرعب فانهزموا، وصلى عليهم، ﷺ ودفنهم بدمائهم، وذكروا أن صفية جاءت لتنظر إلى أخيها حمزة فقال عليه الصلاة والسلام للزبير : ردها لئلا تجزع من مثلة أخيها، فقالت : قد بلغني ما فعل به وذلك يسير في جنب طاعة الله تعالى، فقال للزبير : فدعها تنظر إليه، فقالت خيرا واستغفرت له.
وجاءت امرأة قد قتل زوجها وأبوها وأخوها وابنها فلما رأت النبي ﷺ وهو حي قالت : إن كل مصيبة بعدك هدر، فهذا ما قيل في سبب نزول هذه الآية، وأكثر الروايات على الوجه الأول. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٩ صـ ٧٩ ـ ٨٠﴾
فصل
قال الفخر :
استجاب : بمعنى أجاب، ومنه قوله :﴿فَلْيَسْتَجِيبُواْ إلى﴾ [ البقرة : ١٨٦ ] وقيل : أجاب، فعل الاجابة واستجاب طلب أن يفعل الإجابة، لأن الأصل في الاستفعال طلب الفعل، والمعنى أجابوا وأطاعوا الله في أوامره وأطاعوا الرسول من بعد ما أصابهم الجراحات القوية. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٩ صـ ٨٠﴾
قوله تعالى :﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ واتقوا أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾
فصل
قال الفخر :
في قوله :﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ واتقوا أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ وجوه :
الأول :﴿أَحْسَنُواْ﴾ دخل تحته الائتمار بجميع المأمورات، وقوله :﴿واتقوا﴾ دخل تحته الانتهاء عن جميع المنهيات، والمكلف عند هذين الأمرين يستحق الثواب العظيم.