فائدة
قال فى ملاك التأويل :
قوله تعالى :"فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاؤوا بالبينات والزبر والكتاب المنير" وفى سورة الملائكة[فاطر] :"وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع الأمور"، ورد فى هاتين الآيتين المفعول المقام مقام الفاعل وهو رسل مكسر والاسم المجموع جمع تكسير يجوز فيه التذكير والتأنيث فورد فى الآية الأولى"فقد كذب" على رعى التذكير ولم يقرأ بغيره وفى الآية الثانية "فقد كذبت" على معنى التأنيث لزوما أيضا مع وحدة اللفظ فى المرفوع المفعول وما يجوز فيه من التذكير والتأنيث فيسأل عن ذلك.
والجواب عن ذلك والله أعلم أن كلا الآيتين مراعى فيه ما يلى تابعا للمرفوع من الوصف فى الأولى وما عطف فى الثانية. أما الأولى فقال تعالى"جاؤوا بالبينات". ولا يمكن هنا إلا هذا فجرى على ما هو الأصل فى جمع المذكر المكسر من التذكير فلم تلحق الفعل علامة التأنيث، وأما آية الملائكة فلحقت التاء الفعل رعيا لما عطف على الآية من قوله تعالى :"وإلى الله ترجع الأمور" فليس فى هذا إلا التأنيث سواء بنى الفعل للفاعل أو للمفعول فنوسب بين الآيتين فقيل"كذبت" على الجائز الفصيح فى تأنيث المجموع المكسر ليحصل التناسب ولا يمكن عكس الوارد فى الآيتين والله أعلم. أ هـ ﴿ملاك التأويل ٩٤ ـ ٩٥﴾