وفي سبب نزولها ثمانية أقوال.
أحدها : أن النبي ﷺ، سأل اليهود عن شيء، فكتموه، وأخبروه بغيره، وأروه أنهم قد أخبروه به، واستحمدوا بذلك إِليه، وفرحوا بما أتوا من كتمانهم إياه، فنزلت هذه الآية.
والثاني : أنها نزلت في قوم من اليهود، فرحوا بما يصيبون من الدنيا، وأحبّوا أن يقول الناس : إنهم علماء، وهذا القول، والذي قبله عن ابن عباس.
والثالث : أن اليهود قالوا : نحن على دين إبراهيم، وكتموا ذكر محمد ﷺ، فنزلت هذه الآية، قاله سعيد بن جبير.
والرابع : أن يهود المدينة كتبت إلى يهود العراق واليمن، ومن بلغهم كتابهم من اليهود في الأرض كلها : أن محمداً ليس بنبي، فاثبتوا على دينكم، فاجتمعت كلمتهم على الكفر به، ففرحوا بذلك، وقالوا : نحن أهل الصوم والصلاة، وأولياء الله.
فنزلت هذه الآية، هذا قول الضحاك، والسدي.
والخامس : أن يهود خيبر أتوا النبي ﷺ وأصحابه، فقالوا : نحن على رأيكم، ونحن لكم ردء، وهم مستمسكون بضلالتهم، فأرادوا أن يحمدهم نبي لله بما لم يفعلوا، فنزلت هذه الآية، قاله قتادة.
والسادس : أن ناساً من اليهود جهزوا جيشاً إلى النبي ﷺ، واتفقوا عليهم، فنزلت هذه الآية، قاله إبراهيم النخعي.
والسابع : أن قوماً من أهل الكتاب دخلوا على النبي ﷺ، ثم خرجوا من عنده فذكروا للمسلمين أنهم قد أخبروا بأشياء قد عرفوها، فحمدوهم، وأبطنوا خلاف ما أظهروا، فنزلت هذه الآية، ذكره الزجاج.
والثامن : أن رجالاً من المنافقين كانوا يتخلفون عن الغزو مع النبي ﷺ، فإذا قدم، اعتذروا إليه، وحلفوا، وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا.


الصفحة التالية
Icon