بالحدود ٤٢ وقوله عز وجل (وعاشروهن بالمعروف) أي في المبيت والنفقة والكلام ٤٣ وقوله عز وجل (وان أردتم استبدال زوج مكان زوج) أي تطليقا وتزوجا
ثم قال (وآتيتم احداهن قنطارا) القنطار المال الكثير وقد ذكرناه في سورة آل عمران ٤٤ وقوله عز وجل (أتأخذونه بهتانا واثما مبينا) والبهتان في اللغة الباطل الذي يتحير من بطلانه ومنه بهت الرجل إذا تحير ٤٥ وقوله عز وجل (وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم الى
بعض) قال ابن عباس الافضاء الغشيان وأصل الافضاء في اللغة المخالطة ويقال للشئ المختلط فضا
قال الشاعر فقلت لها يا عمتا لك ناقتي وتمر فضا في عيبتي وزبيب ويقال القوم فوضى فضا أي مختلطون لا أمير عليهم ٤٦ وقوله عز وجل وأخذن منكم ميثاقا غليظا) قال ابن عباس والحسن هو قوله (فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف) وجعله بمنزلة الميثاق المغلظ أي اليمين مجازا وقال مجاهد وعكرمة استحلتموهن له بأمانة الله وملكتموهن ذلك بكلمة الله عز وجل
٤٧ وقوله عز وجل (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الا ما قد سلف) يقال كيف استثنى (ما قد سلف) مما لم يكن بعد فالجواب أن هذا استثناء ليس من الاول والعرب تقول ما زاد الا ما نقص وسيبوبه محمد يجعل الا بمعنى لكن المعنى لكن ما
قد سلف فانه مغفور أو فدعوه ٤٨ ثم قال عز وجل (إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا) يقال لم جئ ب (كان) وهو بكل حال فاحشة ففي هذا جوابان
قال أبو اسحاق قال أبو العباس محمد بن يزيد كان ههنا زائدة والمعنى انه فاحشة وأنشد فكيف إذا رأيت ديار قوم وجيران لنا كانوا كرام قال أبو جعفر قال أبو اسحاق وهذا عندي خطأ لأن كان لو كانت زائدة وجب أن يكون (إنه كان فاحشة ومقت) والجواب أن هذا كان مستقبحا عندهم في الجاهلية يسمونه فاحشة ومقتا


الصفحة التالية
Icon