٦٤ ثم قال جل وعز (وأن تصبروا خير لكم) أي وأن تصبروا عن نكاح الاماء خير لكم وانما شدد في الاماء لأن ولد الرجل منها يكون مملوكا وهي تمتهن في الخدمة وهذا شاق على الزوج ٦٥ وقوله عز وجل (ويهديكم سنن الذين من قبلكم) أي طرق الانبياء والصالحين قبلكم لتتبعوها)
٦٦ وقوله جل وعز (ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما)
أي يريدون أن تعدلوا عن القصد والحق ٦٧ وقوله جل وعز (يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا) قال طاووس خلق ضعيفا في أمر النساء خاصة وروي عن ابن عباس أنه قرأ (وخلق الإنسان ضعيفا) أي خلق الله الانسان ضعيفا ٦٨ وقوله جل وعز (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) أي لا يحل لكم الا على ما تقدم من هبة أو مهر
أو صدقة أو بيع أو شراء وما أشبه ذلك ٦٩ وقوله جل وعز (ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما) قال عطاء أي لا يقتل بعضكم بعضا وذلك معروف في اللغة لأن المؤمن من المؤمن بمنزلة نفسه
وقرأ الحسن (ولا تقتلوا أنفسكم) على التكثير ٧٠ ثم قال جل وعز (ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا) العدوان في اللغة المجاوزة للحق والظلم وضع الشئ في غير موضعه
٧١ ثم قال جل وعز (وكان ذلك على الله يسيرا) أي سهلا يقال يسر الشئ فهو يسير إذا سهل ٧٢ وقوله جل وعز (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه) قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه الكبائر الشرك بالله والسحر وقذف المحصنة وأكل الربا وأكل مال اليتيم والفرار من الزحف وعقوق الوالدين
وقال عبد الله بن مسعود الكبائر الشرك بالله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله وأمن مكر الله وقال طاووس قيل لابن عباس الكبائر سبع قال هي إلى السبعين أقرب وحقيقة الكبيرة في اللغة أنها ما كبر وعظم مما وعد الله جل وعز عليه النار أو أمر بعقوبة فيه فما كان على غير هذين جاز أن يكون كبيرة وأن يكون صغيرة


الصفحة التالية
Icon