وقال الحسن أي اسمع غير مسمع منك أي غير مقبول منك ولو كان كذا لكان غير مسموع وقوله عز وجل (وراعنا) نهي المسلمون أن يقولوها وأمروا أن يخاطبوا النبي ﷺ بالاجلال والاعظام وقرأ الحسن وراعنا منونا جعله من الرعونة وقد استقصينا شرحه في سورة البقرة
١١٣ ثم قال جل وعز (ليا بألسنتهم وطعنا في الدين) أي يلوون ألسنتهم ويعدلون عن الحق ١١٤ ثم قال جل وعز (ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم وأقوم) ومعنى انظرنا انتظرنا ومعنى سمعنا قبلنا لكان خيرا لهم أي عند الله جل وعز وأقوم أي وأصوب في الرأي والاستقامة منه ١١٥ ثم قال جل وعز (ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا) ويجوز أن يكون المعنى فلا يؤمنون الا ايمانا قليلا لا يستحقون
اسم الايمان
ويجوز أن يكون المعنى فلا يؤمنون الا قليلا منهم ١١٦ وقوله عز وجل (يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها) روي عن أبي بن كعب أنه قال من قبل أن نضلكم اضلالا لا تهتدون بعده يذهب إلى أنه تمثيل وأنه ان لم يؤمنوا فعل هذا بهم عقوبة وقال مجاهد في الضلالة وقال قتادة معناه من قبل أن نجعل الوجوه أقفاء
ومعنى (من قبل أن نطمس وجوها) عند أهل اللغة نذهب بالانف والشفاه والاعين والحواجب فنردها على أدبارها نجعلها أقفاء فان قيل فلم (لم) يفعل بهم هذا ففي هذا جوابان أحدهما أنه انما خوطب بهذا رؤساؤهم وهم ممن آمن روي هذا القول عن ابن عباس والقول الآخر أنهم حذروا أن يفعل هذا بهم في القيامة وقال محمد بن جرير ولم يكن هذا لأنه قد آمن منهم
جماعة ١١٧ ثم قال جل وعز (أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت)


الصفحة التالية
Icon