ثم أوصى الرعية بالطاعة فقال جل وعز بعده (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم) الا أن ابن عباس قال (وأولوا الأمر منكم) وأولوا الفقه والدين وقال مجاهد أصحاب محمد وقال أبو هريرة هم الامراء وهذا من أحسنها الا أنه في ما وافق الحق كما صح عن النبي ﷺ فمن أمر بمعصية فلا طاعة
١٣٥ وقوله جل وعز (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم) قال جابر بن عبد الله أولو الامر أولوا الفقه و العلم وقال بهذا القول من التابعين الحسن ومجاهد وعطاء وقال أبو هريرة يعني به امراء السرايا وقال بهذا القول السدي ويقويه أن أبا هريرة روى عن النبي ﷺ أنه قال (من أطاعني
فقد أطاع الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصاني فقد عصى الله ومن عصى أميري فقد عصاني) وقال عكرمة أولوا الامر أبو بكر وعمر وهذه الاقوال كلها ترجع إلى شئ واحد لأن أمراء السرايا
من العلماء لأنه كان لا يولى الا من يعلم وكذلك أبو بكر وعمر من العلماء ١٣٦ ثم قال جل وعز (فان تنارعتم أن في شئ فردوه إلى الله والرسول) اشتقاق المنازعة أن كل واحد من الخصمين ينتزع الحجة لنفسه ١٣٧ وفي قوله جل وعز (فردوه إلى الله والرسول) قولان أحدهما قاله مجاهد وقتادة فردوه إلى كتاب الله وسنة رسوله وكذلك قال عمرو بن ميمون فردوه إلى كتاب الله ورسوله فإذا مات رسول الله ﷺ فردوه إلى سنته
والقول الآخر فقولوا الله ورسوله أعلم وهذا تغليظ في الاختلاف لقوله (ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) قال قتادة وأحسن تأويلا وأحسن عاقبة
وهذا أحسن في اللغة ويكون من آل إلى كذا


الصفحة التالية
Icon