ومعنى ضربتم سافرتم ١٦٥ ثم قال جل وعز (ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلم لست مؤمنا)
وقرأ ابن عباس (لمن ألقى اليكم السلام) فمن قرأ السلم فمعناه عنده الانقياد والاستسلام ومن قرأ السلام فتحتمل قراءته معنيين أحدهما أن يكون بمعنى السلم والآخر أن يكون من التسليم وروى عطاء وعكرمة عن ابن عباس أن قوما من أصحاب رسول الله ﷺ مروا براع فقال السلام عليكم فقالوا انما تعوذ فقتلوه وأتوا بغنمه إلى النبي ﷺ فأنزل الله عز وجل (ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا)
قال ابن عباس يعني الغنيمة وروي عن أبي جعفر أنه قرأ (مؤمنا) بفتح الميم الثانية من أمنته إذا أجرته فهو مؤمن ١٦٦ وقوله جل وعز (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم) قال سعيد بن جبير أي كذلك كنتم تخفون ايمانكم فمن الله عليكم أي فمن الله عليكم بالغزو واظهار
الدين
واختار أبو عبيد القاسم بن سلام (ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام) وخالفه أهل النظر فقالوا السلم ههنا أشبه لأنه بمعنى الانقياد والتسلم كما قال جل وعز (فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء) ١٦٧ وقوله تعالى (لا يستوي القاعدون من المؤمنين) قال ابن عباس لا يستوي القاعدون عن بدر والخارجون إليها
١٦٨ ثم قال جل وعز (غير أولي الضرر) الضرر الزمانة وتقرأ غير رفعا ونصبا قال أبو إسحاق ويجوز الخفض فمن رفع فالمعنى لا يستوي القاعدون غير أولي الضرر أي لا يستوي القاعدون الذين هم غير أولي الضرر والمعنى لا يستوي القاعدون الاصحاء ومن قرأ غير نصبا فهو يحتمل معنيين أحدهما الاستثناء ويكون المعنى الا أولي الضرر فانهم
يستوون مع المجاهدين


الصفحة التالية
Icon