ولقد كانت العلاقة بين الرجل والمرأة موضع نظر الماضين كما هى الآن موضع النظر والقول، فوضع الله سبحانه وتعالى الحدود التى تبين حقوق كليهما، فبين الله سبحانه وتعالى أن لكل منهما نصيبه من الكسب، (... للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما، . وبين مع ذلك أن للرجال فضل الرياسة والقوامة، وأن ذلك يظهر فيما للرجل على امرأته من ولاية التأديب، وقد ذكر سبحانه ضروب التأديب التى يملكها الرجل على زوجه، وكلها من غير قسوة ولا شذوذ ولا طغيان، ثم بين سبحانه العلاح إذا أصابت الأسرة آفة الشقاق، فقالى سبحانه
وتعالى :(وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا، .
وبعد أن بين سبحانه ما هو قوام الأسرة وعمادها - وقد أشار إلى العلاقات المالية بين الناس، وأن أساسها التراضى - أخذ سبحانه وتعالى يبين لنا العلاقة بين العبد وربه، والعلاقة بين العبد والناس بغير التجارة، فأما العلاقة بين العبد وربه فهى العبادة لله وحده، لا يشرك به أحدا، وأما العلاقة بينه وبين الناس فهى الإحسان، وأول من يجب له الإحسان الوالدان، ثم الإحسان إلى ذوى القربى واليتامى أيان كانوا ؟ لأنهم إن أهملوا تربت بينهم وبين المجتمع روح العداوة، ثم الإحسان إلى الجار المجاور، والجار القريب لك، ومن تصاحبه فى طريق أو عمل، والإحسان إلى ابن السبيل والضعفاء جميعا، والتضامن والتواضع، ولذا قال تعالى :(واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا -، .