وقال فى صفوة التفاسير :
سورة النساء إحدى السور المدنية الطويلة، وهي سورة مليئة بالأحكام الشرعية، التي تنظم الشؤون الداخلية والخارجية للمسلمين، وهي تعنى بجانب التشريع كما هو الحال فى السور المدنية، وقد تحدثت السورة الكريمة عن أمور هامة تتعلق بالمرأة، والبيت والأسرة، والدولة، والمجتمع، ولكن معظم الأحكام التي وردت فيها كانت تبحث حول موضوع النساء ولهذا سميت " سورة النساء " !!
تحدثت السورة الكريمة عن حقوق النساء والأيتام - وبخاصة اليتيمات - في حجور الأولياء والأوصياء، فقررت حقوقهن فى الميراث والكسب والزواج واستنقذتهن من عسف الجاهلية وتقاليدها الظالمة المهينة.
وتعرضت لموضوع المرأة فصانت كرامتها، وحفظت كيانها، ودعت إلى إنصافها بإعطائها حقوقها التي فرضها الله تعالى لها كالمهر، والميراث، وإحسان العشرة.
كما تعرضت بالتفصيل الى " احكام المواريث " على الوجه الدقيق العادل، الذى يكفل العداله ويحقق المساواه، وتحدثت عن المحرمات من النساء (بالنسب، والرضاع، والمصاهره.
وتناولت السورة الكريمة تنظيم العلاقات الزوجية وبينت أنها ليست علاقة جسد وإنما علاقة إنسانية، وأن المهر ليس أجرا ولا ثمنا، وإنما هو عطاء يوثق المحبة، ويديم العشرة، ويربط القلوب.
ثم تناولت حق الزوج على زوجته، وحق الزوجة على زوجها، وأرشدت إلى الخطوات التي ينبغي أن يسلكها الرجل لإصلاح (الحياة الزوجية)، عندما يبدأ الشقاق والخلاف بين الزوجين، وبينت معني " قوامه الرجل " وأنها ليست قوامه استعباد وتسخير، وإنما هي قوامة نصح وتأديب، كالتي تكون بين الراعي ورعيته.
ثم انتقلت من دائرة الأسرة إلي " دائرة المجتمع " فأمرت بالإحساس في كل شيء، وبينت أن أساس الإحسان التكافل والتراحم، والتناصح والتسامح، والأمانة والعدل، حتي يكون المجتمع راسخ البنيان قوي الأركان.