ومن فوائد القاسمى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاّ تُقْسِطُواْ ﴾
أي : أن لا تعدلوا :﴿ فِي الْيَتَامَى ﴾ أي : يتامى النساء.
وقال الزمخشريّ : ويقال للإناث اليتامى كما يقال للذكور، وهو جمع يتيمة، على القلب، كما قيل أيامى والأصل أيائم ويتائم.
﴿ فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مّنَ النّسَاء ﴾ أي : من طبن لنفوسكم من جهة الجمال والحسن أو العقل أو الصلاح منهن.
﴿ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ ﴾ ومعنى الآية : وإن خفتم يا أولياء اليتامى أن لا تعدلوا فيهن إذا نكحتموهن، بإساءة العشرة أو بنقص الصداق، فانكحوا غيرهن من الغريبات فإنهن كثير ولم يضيق الله عليكم.
فالآية للتحذير من التورط في الجور والأمر بالاحتياط، وإنّ في غيرهن متسعاً إلى الأربع.
وروى البخاريّ عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رَضِي اللّهُ عَنْهَا - أن رجلاً كانت له يتيمة فنكحها وكان لها عَذْق ( أي : نخلة ) وكان يمسكها عليه ولم يكن لها من نفسه شيء، فنزلت فيه :﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى ﴾ أحسبه قال : كانت شريكته في ذلك العذق وفي ماله، ورواه مسلم وأبو داود والنسائي.
وفي رواية لهم عن عائشة هي اليتيمة تكون في حجر وليها تشركه في ماله ويعجبه مالها وجمالها، فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها، فيعطيها مثل ما يعطيها غيره، فنهوا عن أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن ويبلغوا لهن أعلى سُنّتِهِن في الصداق، فأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن.