فصل
قال الفخر :
الكلالة قد تجعل وصفا للوارث وللمورث، فإذا جعلناها وصفا للوارث فالمراد من سوى الأولاد والوالدين، وإذا جعلناها وصفا للمورث، فالمراد الذي يرثه من سوى الوالدين والأولاد، أما بيان أن هذا اللفظ مستعمل في الوارث فالدليل عليه ما روى جابر قال : مرضت مرضاً أشفيت منه على الموت فأتاني النبي ﷺ فقلت : يا رسول الله إني رجل لا يرثني إلا كلالة، وأراد به أنه ليس له والد ولا ولد، وأما أنه مستعمل في المورث فالبيت الذي رويناه عن الفرزدق، فإن معناه أنكم ما ورثتم الملك عن الأعمام، بل عن الآباء فسمى العم كلالة وهو ههنا مورث لا وارث، إذا عرفت هذا فنقول : المراد من الكلالة في هذه الآية الميت، الذي لا يخلف الوالدين والولد، لأن هذا الوصف إنما كان معتبراً في الميت الذي هو المورث لا في الوارث الذي لا يختلف حاله بسب أن له ولدا أو والدا أم لا. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٩ صـ ١٨٠﴾
فائدة
قال الفخر :
قوله :﴿يُورَثُ﴾ فيه احتمالان :
الأول : أن يكون ذلك مأخوذاً من ورثه الرجل يرثه، وعلى هذا التقدير يكون الرجل هو الموروث منه، وفي انتصاب كلالة وجوه :
أحدها : النصب على الحال، والتقدير : يورث حال كونه كلالة، والكلالة مصدر وقع موقع الحال تقديره : يورث متكلل النسب، وثانيها : أن يكون قوله :﴿يُورَثُ﴾ صفة لرجل، و﴿كلالة﴾ خبر كان، والتقدير وإن كان رجل يورث منه كلالة، وثالثها : أن يكون مفعولا له، أي يورث لأجل كونه كلالة.
الاحتمال الثاني : في قوله :﴿يُورَثُ﴾ أن يكون ذلك مأخوذا من أورث يورث، وعلى هذا التقدير يكون الرجل هو الوارث، وانتصاب كلالة على هذا التقدير أيضا يكون على الوجوه المذكورة. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٩ صـ ١٨١﴾
قوله تعالى ﴿وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلّ واحد مّنْهُمَا السدس﴾