فكما أنّ التوبة عن المعصية لا تقبل عند القرب من الموت، كذلك الإيمان لا يقبل عند القرب من الموت. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٣ صـ ٢٠٩ ـ ٢١١﴾
فصل
قال الفخر :
إنه تعالى عطف على الذين يتوبون عند مشاهدة الموت، الكفار، والمعطوف مغاير للمعطوف عليه، فهذا يقتضي أن الفاسق من أهل الصلاة ليس بكافر، ويبطل به قول الخوارج : إن الفاسق كافر، ولا يمكن أن يقال : المراد منه المنافق لأن الصحيح أن المنافق كافر، قال تعالى :﴿والله يَشْهَدُ إِنَّ المنافقين لكاذبون﴾ [ المنافقون : ١ ] والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ٩﴾
فصل
قال الفخر :
أعتدنا : أي أعددنا وهيأنا، ونظيره قوله تعالى في صفة نار جهنم :﴿أُعِدَّتْ للكافرين﴾ [ البقرة : ٢٤ ] احتج أصحابنا بهذه الآية على أن النار مخلوقة لأن العذاب الأليم ليس إلا نار جهنم وبرده، وقوله :﴿أَعْتَدْنَا﴾ إخبار عن الماضي، فهذا يدل على كون النار مخلوقة من هذا الوجه، والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ٩﴾
فائدة
قال الطبرى :
واختلف أهل العربية في معنى :"أعتدنا لهم".
فقال بعض البصريين : معنى"أعتدنا"، "أفعلنا" من"العَتَاد". قال : ومعناها : أعددنا.
وقال بعض الكوفيين :"أعددنا" و"أعتدنا"، معناهما واحد.
فمعنى قوله :"أعتدنا لهم"، أعددنا لهم "عذابًا أليما"، يقول : مؤلمًا موجعًا. أ هـ ﴿تفسير الطبرى حـ ٨ صـ ١٠٣﴾
وقال أبو حيان :
﴿ أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً ﴾ يحتمل أن تكون الإشارة إلى الصنفين، ويكونان قد شركا في إعداد العذاب لهما، وإن كان عذاب أحدهما منقطعاً والآخر خالداً.
ويكون ذلك وعيداً للعاصي الذي لم يتب إلا عند معاينة الموت حيث شرّك بينه وبين الذي وافى على الكفر، ويحتمل أن يكون أولئك إشارة إلى الصنف الأخير إذ هو أقرب مذكور.