والذي يظهر أنها في عصاة المؤمنين الذين يتوبون حال اليأس من الحياة، لأن المنافقين مندرجون في قوله :﴿ ولا الذين يموتون وهم كفار ﴾ فهم قسم من الكفار لا قسيم لهم.
وقيل : إنما التوبة على الله في الصغائر، وليست التوبة للذين يعملون السيئات في الكبائر، ولا الذين يموتون وهم كفار في الكفر. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٣ صـ ٢١١﴾
من فوائد الآلوسى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ وَلَيْسَتِ التوبة ﴾ على الله ﴿ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السيئات ﴾ أي المعاصي وجمعت باعتبار تكرر وقوعها في الزمان المديد لا لأن المراد بها جميع أنواعها وبما مر من السوء نوع منها ﴿ حتى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الموت ﴾ بأن شاهد الأحوال التي لا يمكن معها الرجوع إلى الدنيا بحال وعاين ملك الموت وانقطع حبل الرجاء ﴿ قَالَ إِنّى تُبْتُ الئن ﴾ أي هذا الوقت الحاضر، وذكر لمزيد تعيين الوقت، وإيثار قال على تاب لإسقاط ذلك عن درجة الاعتبار والتحاشي عن تسميته توبة، ولو أكده ورغب فيه، ولعل سبب ذلك كون تلك الحالة أشبه شيء بالآخرة بل هي أول منزل من منازلها، والدنيا دار عمل ولا جزاء، والآخرة دار جزاء ولا عمل، وحتى حرف ابتداء، والجمل الشرطية بعدها غاية لما قبلها أي ليست التوبة لقوم يعملون السيئات إلى حضور موتهم، وقولهم : كيت وكيت.


الصفحة التالية
Icon