الأول : أنه تعالى قال :﴿واللاتى يَأْتِينَ الفاحشة مِن نّسَائِكُمْ﴾ فأضافهن إلى الأزواج.
والثاني : أنه سماهن نساء وهذا الاسم أليق بالثيب.
والثالث : أن الأذى أخف من الحبس في البيت والأخف للبكر دون الثيب.
والرابع : قال الحسن : هذه الآية نزلت قبل الآية المتقدمة والتقدير : واللذان يأتيان الفاحشة من النساء والرجال فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما.
ثم نزل قوله :﴿فَأَمْسِكُوهُنَّ فِى البيوت﴾ [ النساء : ١٥ ] يعني إن لم يتوبا وأصرا على هذا الفعل القبيح فأمسكوهن في البيوت إلى أن يتبين لكم أحوالهن، وهذا القول عندي في غاية البعد، لأنه يوجب فساد الترتيب في هذه الآيات.
الخامس : ما نقلناه عن أبي مسلم أن الآية الأولى في السحاقات، وهذه في أهل اللواط وقد تقدم تقريره.
والسادس : أن يكون المراد هو أنه تعالى بين في الآية الأولى أن الشهداء على الزنا لا بد وأن يكونوا أربعة، فبين في هذه الآية أنهم لو كانوا شاهدين فآذوهما وخوفوهما بالرفع إلى الإمام والحد، فإن تابا قبل الرفع إلى الإمام فاتركوهما. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٩ صـ ١٩٠﴾
قوله تعالى :﴿ فَآذُوهُمَا ﴾
قال القرطبى :
قال قتادة والسدي : معناه التوبيخ والتعيير.
وقالت فرقة : هو السبّ والجفاء دون تعيير.
ابن عباس : النيل باللسان والضرب بالنعال.
قال النحاس : وزعم قوم أنه منسوخ.
قلت : رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد قال :﴿ واللاتى يَأْتِينَ الفاحشة ﴾ و﴿ واللذان يأتيانها ﴾ كان فى أوّل الأمر فنسختهما الآية التي في "النور".
قاله النحاس : وقيل وهو أولى : إنه ليس بمنسوخ، وأنه واجب أن يؤدّبا بالتوبيخ فيقال لهما : فجرتما وفسقتما وخالفتما أمر الله عز وجل. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٨٦﴾.