سؤال : فإن قيل كيف جاء ترتيب الأذى بعد الحبس ؟ ففيه جوابان :
أحدهما : أن هذه الآية نزلت قبل الأولى، ثم أمر أن توضع في التلاوة بعدها، فكان الأذى أولاً، ثم الحبس، ثم الجلد أو الرجم، وهذا قول الحسن.
والثاني : أن الأذى في البكرين خاصة، والحبس في الثَّيِّبين، وهذا قول السدي. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ١ صـ ٤٦٣﴾
قوله تعالى :﴿فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا﴾
قال الفخر :
يعني فاتركوا إيذاءهما.
ثم قال :﴿إِنَّ الله كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً﴾ معنى التواب : أنه يعود على عبده بفضله ومغفرته إذا تاب إليه من ذنبه، وأما قوله :﴿كَانَ تَوبَا﴾ فقد تقدم الوجهُ فيه. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٩ صـ ١٩٠ ـ ١٩١﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ فَإِن تَابَا ﴾ أي من الفاحشة.
﴿ وَأَصْلَحَا ﴾ يعني العمل فيما بعد ذلك.
﴿ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَآ ﴾ أي اتركوا أَذاهما وتعييرهما.
وإنما كان هذا قبل نزول الحدود.
فلما نزلت الحدود نسخت هذه الآية.
وليس المراد بالإعراض الهِجْرة، ولكنها متاركة معرض ؛ وفي ذلك احتقار لهم بسبب المعصية المتقدّمة، وبحسب الجهالة في الآية الأُخرى.
والله تَوَّابٌ أي راجع بعباده عن المعاصي. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٩٠﴾.
وقال العلامة الآلوسى :
﴿ فَإِن تَابَا ﴾ عما فعلا من الفاحشة بسبب الإيذاء كما ينبىء عنه الفاء ﴿ وَأَصْلَحَا ﴾ أي العمل.