والثالث : أن المعنى : لا تكلفوا أنفسكم عملاً ربّما أدى إلى قتلها وإِن كان فرضاً، وعلى هذا تأولها عمرو بن العاص في غزاة ذات السلاسل حيث صلى بأصحابه جُنباً في ليلة باردة، فلما ذكر ذلك للنبي ﷺ قال له : يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب ؟ فقال يا رسول الله إِني احتلمتُ في ليلة باردة وأشفقت إِن اغتسلت أن أهلِك، فذكرت قوله تعالى :﴿ ولا تقتلوا أنفسكم ﴾ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والرابع : أن المعنى : لا تغفلوا عن حظ أنفسكم، فمن غفل عن حظها، فكأنما قتلها، هذا قول الفضيل بن عياض.
والخامس : لا تقتلوها بارتكاب المعاصي. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٢ صـ ٦١ ـ ٦٢﴾

فصل


قال الفخر :
قوله تعالى ﴿وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ﴾
اتفقوا على أن هذا نهي عن أن يقتل بعضهم بعضا وإنما قال :﴿أَنفُسَكُمْ﴾ لقوله عليه السلام :" المؤمنون كنفس واحدة " ولأن العرب يقولون : قتلنا ورب الكعبة إذا قتل بعضهم لأن قتل بعضهم يجري مجرى قتلهم.


الصفحة التالية
Icon