عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ :" من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم مخلداً يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً ومن تحسى سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ به في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً " قوله يتردى التردي هو الوقوع من موضع عال إلى أسفل قوله يتوجأ يقال وجأته بالسكين إذا ضربته بها وهو يتوجأ أي يضرب بها نفسه
عن جندب عن رسول الله ﷺ قال " كان برجل جراح فقتل نفسه فقال الله تبارك وتعالى : بدرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة " وفي رواية قال :" كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحزبها يده فما رقأ الدم حتى مات فقال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة " وقيل في معنى قتل الإنسان نفسه أن لا يفعل شيئاً يستحق به القتل مثل أن يقتل فيقتل به فيكون هو الذي تسبب في قتل نفسه، وقيل معناه ولا تقتلوا أنفسكم بأكل المال بالباطل وقيل معناه ولا تهلكوا أنفسكم بأن تعملوا عملاً ربما أدى إلى قتلها. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ١ صـ ٥١٣﴾
فائدة
قال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَلاَ تقتلوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ فيه مسألة واحدة قرأ الحسن "تُقَتِّلوا" على التكثير.
وأجمع أهل التأويل على أن المراد بهذه الآية النهي أن يقتل بعض الناس بعضاً.
ثم لفظها يتناول أن يقتل الرجل نفسه بقصدٍ منه للقتل في الحرص على الدنيا وطلب المال ؛ بأن يحمل نفسه على الغرر المُؤدِّي إلى التلف.
ويحتمل أن يقال :﴿ وَلاَ تقتلوا أَنْفُسَكُمْ ﴾ في حال ضجر أو غضب ؛ فهذا كله يتناوله النهي.