قال القاضي أبو محمد : وهذا كقول الذي قبله، إلا أنه فارقه بتقسيم الأعمال، وفي تعليقه النصيب بالاكتساب حض على العمل، وتنبيه على كسب الخير، وقرأ جمهور السبعة " واسألوا " بالهمز وسكون السين، وقرأ الكسائي وابن كثير " وسلوا " ألقيا حركة الهمزة على السين، وهذا حيث وقعت اللفظة إلا في قوله ﴿ واسألوا ما أنفقتم ﴾ [ الممتحنة : ١٠ ] فإنهم أجمعوا على الهمز فيه، قال سعيد بن جبير، وليث بن أبي سليم : هذا في العبارات والدين وأعمال البر ليس في فضل الدنيا، وقال الجمهور : ذلك على العموم، وهو الذي يقتضيه اللفظ، وقوله :﴿ واسألوا ﴾ يقتضي مفعولاً ثانياً، فهو عند بعض النحويين في قوله :﴿ من فضله ﴾ التقدير واسألوا الله فضله، وسيبويه لا يجيز هذا لأن فيه حذف " من " في الواجب، والمفعول عنده مضمر، تقديره وأسألوا الله الجنة أو كثيراً أو حظاً من فضله.
قال القاضي أبو محمد : وهذا هو الأصح، ويحسن عندي أن يقدر المفعول - أمانيكم، إذ تقدم يحسن هذا التقدير، وقوله :﴿ بكل شيء عليماً ﴾ معناه : أن علم الله قد أوجه الإصابة والإتقان والإحكام، فلا تعارضوا بثمن ولا غيره، وهذه الآية تقتضي أن الله يعلم الأشياء، والعقائد توجب أنه يعلم المعدومات الجائز وقوعها وإن لم تكن أشياء، والآية لا تناقض ذلك، بل وقفت على بعض معلوماته وأمسكت عن بعض. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ٤٤ ـ ٤٥﴾