وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله ﴿ ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ﴾ يقول : لا يتمنّ الرجل فيقول : ليت لي مال فلان وأهله. فنهى الله سبحانه عن ذلك، ولكن ليسأل الله من فضله ﴿ للرجال نصيب مما اكتسبوا ﴾ يعني مما ترك الوالدان والأقربون للذكر مثل حظ الأنثيين.
وأخرج ابن جرير عن الحسن قال : لا تتمن مال فلان ولا مال فلان، وما يدريك لعل هلاكه في ذلك المال.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال : كان أهل الجاهلية لا يورثون المرأة شيئاً ولا الصبي شيئاً، وإنما يجعلون الميراث لمن يحترف وينفع ويدفع. فلما لحق للمرأة نصيبها، وللصبي نصيبه، وجعل للذكر مثل حظ الأنثيين، وقالت النساء لو كان جعل أنصباءنا في الميراث كأنصباء الرجال. وقال الرجال : إنا لنرجو أن نفضل على النساء بحسنات في الآخرة كما فضلنا عليهن في الميراث. فأنزل الله ﴿ للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ﴾ يقول : المرأة تجزى بحسنتها عشر أمثالها كما يجزى الرجل.
وأخرج ابن جرير عن أبي حريز قال : لما نزل ﴿ للذكر مثل حظ الأنثيين ﴾ [ النساء : ١١ ] قالت النساء : كذلك عليهم نصيبان من الذنوب كما لهم نصيبان من الميراث. فأنزل الله ﴿ للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ﴾ يعني الذنوب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل ﴿ للرجال نصيب مما اكتسبوا ﴾ قال : من الإثم ﴿ وللنساء نصيب مما اكتسبن ﴾ قال : من الإثم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن سيرين، أنه كان إذا سمع الرجل يتمنى في الدنيا قال : قد نهاكم الله عن هذا ﴿ ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ﴾ ودلكم على خير منه ﴿ واسألوا الله من فضله ﴾.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد ﴿ واسألوا الله من فضله ﴾ قال : ليس بعرض الدنيا.


الصفحة التالية
Icon