بل إن جاهمة السلمي - رضي الله عنه- جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يارسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك ؛ فقال صلى الله عليه وسلم: "هل لك من أم؟ " قال: نعم. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "فالزمها فإن الجنة تحت رجليها". أليس هذا فضل وأي فضل، إن الجنة مبتغى كل رجل، وكل امرأة أم لكل رجل!، فالمرأة نصف المجتمع وتلد النصف الآخر فهي المجتمع بأسره، وبذلك علم العالم أجمع أن المرأة إنسان مهذب له من الحقوق ما يتناسب مع خلقتها وفطرتها في وقت كانت فيه أوروبا تنظر إلى المرأة نظرة سخرية واحتقار، وفي القرن السابع الميلادي عقد مؤتمر عام في روما ليبحث فيه المجتمعون شؤون المرأة فقرروا أنها كائن لا نفس له، وعلى هذا فليس من حقها أن ترث الحياة الآخرة، ووصفها المؤتمر بأنها رجس كبير. وحرم عليها ألا تأكل اللحم، وألا تضحك، وألا تتكلم، ونادى بعضهم بوضع أقفال على فمها، وفي هذا الوقت كانت المرأة العربية تأخذ طريقها نحو النور وتحتل مكانتها الرفيعة في المجتمع العربي وتقف بجانب الرجال في معترك القتال.
لقد قالت الربيع بنت معوذ -رضي الله عنها-: "كنا نغزو مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؛ فنسقي القوم ونخدمهم ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة" [رواه البخاري (٢٨٨٣)].
ألا يحق بعد هذا كله للسيد (ريفيل) أن يقول: إننا لو رجعنا إلى زمن هذا النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لما وجدنا عملاً أفاد النساء أكثر مما فعله هذا الرسول ؛ فالنساء مدينات للنبي -صلى الله عليه وسلم- بأمور كثيرة رفعت مكانتهنّ بين الناس.
وقد كتبت جريدة "المونيتور الفرنسية" عن تصور احترام الإسلام ونبيه للمرأة فقالت: لقد أجرى الإسلام ونبيه تغيراً شاملاً في حياة المرأة في المجتمع الإسلامي فمنحها حقوقاً واسعة تفوق في جوهرها الحقوق التي منحناها للمرأة الفرنسية.


الصفحة التالية
Icon