فصل


قال الآلوسى :
﴿ فابعثوا ﴾ أي وجهوا وأرسلوا إلى الزوجين لإصلاح ذات البين ﴿ حُكْمًا ﴾ أي رجلاً عدلاً عارفاً حسن السياسة والنظر في حصول المصلحة ﴿ مّنْ أَهْلِهِ ﴾ أي الزوج، و﴿ مِنْ ﴾ إما متعلق بابعثوا فهو لابتداء الغاية، وإما بمحذوف وقع صفة للنكرة فهي للتبعيض ﴿ وَحَكَماً ﴾ آخر على صفة الأول ﴿ مّنْ أَهْلِهَا ﴾ أي الزوجة، وخص الأهل لأنهم أطلب للصلاح وأعرف بباطن الحال وتسكن إليهم النفس فيطلعون على ما في ضمير كلّ من حب وبغض وإرادة صحبة أو فرقة وهذا على وجه الاستحباب، وإن نصبا من الأجانب جاز، واختلف في أنهما هل يليان الجمع والتفريق إن رأيا ذلك ؟ فقيل لهما وهو المروي عن علي كرم الله تعالى وجهه وابن عباس رضي الله تعالى عنهما وإحدى الروايتين عن ابن جبير، وبه قال الشعبي فقد أخرج الشافعي في الأم.
والبيهقي في "السنن".


الصفحة التالية
Icon