قال ابن دُرَيد : نشزت المرأة ونشست ونشصت بمعنًى واحد. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ١٧٠ ـ ١٧١﴾.

فصل


قال الفخر :
اعلم أن الخوف عبارة عن حال يحصل في القلب عند ظن حدوث أمر مكروه في المستقبل.
قال الشافعي رضي الله عنه :﴿واللاتى تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ﴾ النشوز قد يكون قولا، وقد يكون فعلا، فالقول مثل أن كانت تلبيه إذا دعاها، وتخضع له بالقول إذا خاطبها ثم تغيرت، والفعل مثل أن كانت تقوم إليه إذا دخل عليها، أو كانت تسارع إلى أمره وتبادر إلى فراشه باستبشار إذا التمسها، ثم إنها تغيرت عن كل ذلك، فهذه أمارات دالة على نشوزها وعصيانها، فحينئذ ظن نشوزها ومقدمات هذه الأحوال توجب خوف النشوز.
وأما النشوز فهو معصية الزوج والترفع عليه بالخلاف، وأصله من قولهم نشز الشيء إذا ارتفع، ومنه يقال للأرض المرتفعة : ونشز ونشر. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ٧٢ ـ ٧٣﴾
قوله تعالى ﴿فَعِظُوهُنَّ واهجروهن فِى المضاجع واضربوهن﴾
قال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ فَعِظُوهُنَّ ﴾ أي بكتاب الله ؛ أي ذكّروهن ما أوجب الله عليهن من حسن الصحبة وجميل العِشرة للزوج، والاعتراف بالدرجة التي له عليها، ويقول : إن النبيّ ﷺ قال :" لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " وقال :" لا تمنعه نفسَها وإن كانت على ظهر قَتَبٍ " وقال :" أيُّما امرأة باتت هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبِح " في رواية " حتى تراجع وتضع يدها في يده " وما كان مثل هذا. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ١٧١﴾.


الصفحة التالية
Icon