قوله تعالى :﴿ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا ﴾ أي يكثر ثوابها.
وقرأ أهل الحجاز "حَسَنَةٌ" بالرفع، والعامّة بالنصب ؛ فعلى الأوّل "تَكُ" بمعنى تحدث، فهي تامة.
وعلى الثاني هي الناقصة، أي إن تَكُ فعلته حسنة.
وقرأ الحسن "نضاعفها" بنون العظمة.
والباقون بالياء، وهي أصح، لقوله "ويؤتِ".
وقرأ أبو رجاء "يُضَعِّفْهَا"، والباقون ﴿ يُضَاعِفْهَا ﴾ وهما لغتان معناهما التكثير.
وقال أبو عبيدة :﴿ يُضَاعِفْهَا ﴾ معناه يجعله أضعافاً كثيرة "ويُضَعِّفْها" بالتشديد يجعلها ضعفين.
﴿ مِن لَّدُنْهُ ﴾ من عنده.
وفيه أربع لغات : لَدُنْ ولُدْنُ ولَدُ ولَدَى ؛ فإذا أضافوه إلى أنفسهم شدّدوا النون، ودخلت عليه "مِنْ" حيث كانت "مِن" الداخلة لابتداء الغاية و "لَدُنْ" كذلك فلما تشاكلا حسن دخول "من" عليها ؛ ولذلك قال سيبويه في لدن : إنه الموضع الذي هو أوّل الغاية.
﴿ أَجْراً عَظِيماً ﴾ يعني الجنة.


الصفحة التالية
Icon