روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : يؤتى بالعبد يوم القيامة وينادي مناد على رؤوس الأولين والآخرين : هذا فلان ابن فلان، من كان له عليه حق فليأت إلى حقه، ثم يقال له : أعط هؤلاء حقوقهم، فيقول : يا رب من أين وقد ذهبت الدنيا ؟ فيقول الله لملائكته : انظروا في أعماله الصالحة فأعطوهم منها فإن بقي مثقال ذرة من حسنة ضعفها الله تعالى لعبده وأدخله الجنة بفضله ورحمته.
مصداق ذلك في كتاب الله تعالى :﴿وَإِن تَكُ حَسَنَةً يضاعفها﴾ وقال الحسن : قوله :﴿وَإِن تَكُ حَسَنَةً يضاعفها﴾ هذا أحب إلى العلماء مما لو قال : في الحسنة الواحدة مائة ألف حسنة، لأن ذلك الكلام يكون مقداره معلوماً أما هذه العبارة فلا يعلم كمية ذلك التضعيف إلاّ الله تعالى، وهو كقوله في ليلة القدر إنها خير من ألف شهر.
وقال أبو عثمان النهدي : بلغني عن أبي هريرة أنه قال : إن الله ليعطي عبده المؤمن بالحسنة الواحدة ألف ألف حسنة، فقدر الله أن ذهبت إلى مكة حاجاً أو معتمرا فألفيته فقلت : بلغني عنك أنك تقول : إن الله يعطي عبده المؤمن بالحسنة الواحدة ألف ألف حسنة قال أبو هريرة : لم أقل ذلك، ولكن قلت : إن الحسنة تضاعف بألفي ألف ضعف، ثم تلا هذه الآية وقال : إذا قال الله :﴿أَجْراً عَظِيماً﴾ فمن يقدر قدره. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ٨٤﴾
فائدة
قال أبو حيان :
وقال الزمخشري : يضاعف ثوابها لاستحقاقها ضده الثواب في كل وقت من الأوقات المستقبلة غير المتناهية.
وورد تضعيف الحسنة لعشر أمثالها في كتاب الله، وتضعيف النفقة إلى سبعمائة، ووردت أحاديث التضعيف ألفاً وألف ألف، ولا تضاد في ذلك، إذ المراد الكثرة لا التحديد.