﴿ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾. وساعة تسمع نفي حدث " لا يؤمنون " ثم يأتي استثناء " إلا "، فهو يثبت بعض الحدث، تقول مثلاً لا يأكل إلا قليلاً، كلمة " لا يأكل " نفت الأكل، " وإلا قليلاً " أثبتت بعض الأكل، فهو سبحانه يقول :﴿ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾. والإيمان حدث يقتضي محدثاً هو : من آمن، إذن، فعندي حدث وفاعل الحدث، فساعة تسمع استثناء تقول : هذا الاستثناء صالح أن يكون للحدث، وصالح أن يكون لفاعل الحدث، كلمة ﴿ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ تعني : فلا يؤمنون إلا إيماناً قليلاً ؛ لأنهم يؤمنون قليلاً بالصلاة، وبأنهم لا يعملون يوم السبت، أما بقية مطلوبات الإيمان فليست في بالهم ولا يؤدونها، أو فلا يؤمنون إلا قليلاً فقد يكون بعض منهم هو الذي يؤمن، وهذا صحيح عندما نقوله ؛ لأن بعضا منهم آمن بالفعل، ونجد أيضاً أنهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، فيكون إيمانهم قليلاً بالحدث نفسه.
وهناك أناس منهم بعدما جاء رسول الله ﷺ، وتُلى القرآن ورأوا صورته فوجدوه مثلما وُصف عندهم تماما فآمنوا، ولكن هل آمن كل يهود، أو آمن قليل منهم ؟ آمن قليل منهم مثل : عبد الله بن سَلاَم، وكعب الأحبار، إنما عبد الله بن صُورْيَا، وكعب بن أسد، وكعب بن الأشرف وغيرهم من اليهود فلم يؤمنوا.