ومن فوائد الشيخ الشعراوى فى الآيتين
قال رحمه الله :
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلَالَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ ﴾
حين يريد الحق سبحانه وتعالى أن يؤكد قضية من قضايا الكون ليمهد لقضية من قضايا العقائد التي تحرس نظام الكون فهو يخاطب رسوله ﷺ بقوله :" ألم تر ". والرؤية عمل العين - وعمل العين متعلق بانكشاف الأحداث التي تتعرض لها العين - والشيء المرئي دليله معه ؛ لأن الشيء المسموع دليله يؤخذ من صدق قائله، وصدق قائله أمر مظنون، أيكذب أم يصدق ؟ أما المرئي فدليله معه ؛ ولذلك قالوا : ليس مع العين أين، أي أنك إذا رأيت شيئاً فلا تقل : أين هو، وليس الخبر كالعيان، فالخبر الذي تسمعه ليس كالمشاهدة، إذن فالمشاهدة دليلها معها، فلا يقال : دلل على أن فلاناً يلبس جلباباً أبيض وأنت تراه.
إذن فحين يريد الحق أن يؤكد قضية يقول : أرأيت. ولذلك فأنت إذا حدثت إنساناً عن انحراف إنسان آخر. قد يصدقك وقد لا يصدقك، لكن إذا ما رأيت الإنسان يلعب ميسراً أو يشرب خمراً ثم تقول لمن حدثته من قبل : أرأيت من قلت لك عليه، كأن الرؤية دليل. والحق سبحانه وتعالى حين يخاطب رسوله ﷺ بقوله :" أرأيت " ننظر إلى الأمر، فإذا كان مشهوداً لرسول الله ﷺ بقوله :" أرأيت " ننظر إلى الأمر، فإذا كان مشهوداً لرسول الله ﷺ وهو يراه بذلك تكون " أرأيت " على حقيقتها، كما يقول له :
﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْداً إِذَا صَلَّى ﴾
[العلق : ٩-١٠].


الصفحة التالية
Icon