قال الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا يحيى الحماني، حدثنا قيس بن الربيع، عن السدي، عن عطاء، عن ابن عباس قوله :﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ [عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِه]﴾ الآية، قال ابن عباس : نحن الناس دون الناس، قال الله تعالى :﴿ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ﴾ أي : فقد جعلنا في أسباط بني إسرائيل - الذين هم من ذرية إبراهيم -النبوة، وأنزلنا عليهم الكتب، وحكموا فيهم بالسنن - وهي الحكمة- وجعلنا فيهم الملوك، ومع هذا ﴿ فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ ﴾ أي : بهذا الإيتاء وهذا الإنعام ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ ﴾ أي : كفر به وأعرض عنه، وسعى في صد الناس عنه، وهو منهم ومن جنسهم، أي من بني إسرائيل، فقد اختلفوا عليهم، فكيف بك يا محمد ولست من بني إسرائيل ؟. أ هـ ﴿تفسير ابن كثير حـ ٢ صـ ٣٣٦﴾
من فوائد السعدى فى الآية
قال رحمه الله :
وهذا من قبائح اليهود وحسدهم للنبي ﷺ والمؤمنين، أن أخلاقهم الرذيلة وطبعهم الخبيث، حملهم على ترك الإيمان بالله ورسوله، والتعوض عنه بالإيمان بالجبت والطاغوت، وهو الإيمان بكل عبادة لغير الله، أو حكم بغير شرع الله.


الصفحة التالية
Icon