" فوائد لغوية وإعرابية "
قال ابن عادل :
﴿ كَيفَ ﴾ منصوبٌ بـ ﴿ يَفْتَرُونَ ﴾ وتقدم الخِلافُ فيه، والجملةُ في محلِّ نَصْبِ، بعد إسقاط الخَافِضِ ؛ لأنَّها مُعلقةٌ لـ " انظر " يتعدى بـ " في " ؛ لأنها - هنا - ليستْ بَصريَّةً، و" على الله " مُتعلِّقٌ بـ ﴿ يَفْتَرُونَ ﴾، وأجاز أبُو البَقَاءِ : أنْ يتعلَّقَ بمحذوفٍ، على أنه حالٌ من الكذبِ، قُدِّمَ عليه، قال :" ولا يجوز أن يتعلق بالكذب ؛ لأن معمولَ المصْدَرِ لا يتقدَّمُ عليه، فإن جعل على التَّبيين جَازَ "، وجوّز ابن عطيةَ : أن يكون " كيف " مُبْتدأ، والجملةُ مِنْ قوله ﴿ يَفْتَرُونَ ﴾ الخَبَرُ، وهذا فاسدٌ، لأن " كَيْفَ " لا تُرْفَعُ بالابتداءِ، وعلى تقدير ذلك، فأيْن الرَّابِطُ بينها وبَيْنَ الجملةِ الوَاقعَةِ خبراً عنها ولم تكن نفس المُبْتدأ، حتى تِسْتغْنِي عَنْ رَابِطٍ، و﴿ إِثْماً ﴾ تمييزٌ، والضميرُ في " به " عائدٌ على الكذبِ، وقِيلَ : على الافْتِرَاءِ وجعلهُ الزمخشريُّ عَائِداً على زَعمهمْ، يعْنِي : من حَيْثُ التقديرُ. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٦ صـ ٤٢٠﴾.


الصفحة التالية
Icon