ويقال : إنه أراد بالنكاح كثرة العشيرة ؛ لأن لكل امرأة قبيلتين قبيلة من جهة الأب وقبيلة من جهة الأم ؛ فكلما تزوج امرأة صرف وجوه القبيلتين إلى نفسه فتكون عَونا له على أعدائه.
ويقال : إن كل من كان أتقى فشهوته أشدّ ؛ لأن الذي لا يكون تقياً فإنما يتفرّج بالنظر والمس، ألا ترى ما رُوي في الخبر :" العينان تزنيان واليدان تزنيان " فإذا كان في النظر والمس نوع من قضاء الشهوة قل الجماع، والمُتَّقي لا ينظر ولا يمس فتكون الشهوة مجتمعة في نفسه فيكون أكثَر جماعا. (١)
وقال أبو بكر الورّاق : كلّ شهوة تقسي القلب إلا الجماع فإنه يصفي القلب ؛ ولهذا كان الأنبياء يفعلون ذلك. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٢٥٢ ـ ٢٥٣﴾.
فائدة
قال أبو حيان :
وتضمنت هذه الآية تسلية الرسول ﷺ في كونهم يحسدونه ولا يتبعونه، فذكر أنَّهم أيضاً مع أسلافهم وأنبيائهم انقسموا إلى مؤمن وكافر، هذا وهم أسلافهم فكيف بنبي ليس هو منهم ؟. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٣ صـ ٢٨٥﴾
(١) هذا الكلام الذى ذكره العلامة القرطبى وتبع فيه الإمام السمرقندى فيه نظر فقد جمع رسول الله ـ ﷺ ـ بين تسع نساء فقط، ويحى ـ عليه السلام ـ كان حصورا. والله أعلم.