قال : وأما ما يقوله كثير من أصحاب الخيالات والجهالات " حدثني قلبي عن ربي " فصحيح أن قلبه حدثه ولكن عمّن ؟ عن شيطانه أو عن ربه ؟ فإذا قال :" حدثني قلبي عن ربي " كان مسندا الحديث إلى من لم يعلم أنه حدثه به وذلك كذب قال :" ومحدث الأمة لم يكن يقول ذلك ولا تفوه به يوما من الدهر وقد أعاذه الله من أن يقول ذلك بل كتب كاتبه يوما هذا ما أرى الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فقال لا امحه واكتب هذا ما رأى عمر بن الخطاب فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمن عمر والله ورسوله منه برىء " وقال في الكلالة :" أقول فيها برأيى فإن يكن صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان " فهذا قول المحدث بشهادة الرسول ﷺ وأنت ترى الاتحادي والحلولي والإباحي الشطاح والسماعي : مجاهر بالقحة والفرية يقول :" حدثني قلبي عن ربي ".
فانظر إلى ما بين القائلين والمرتبتين والقولين والحالين وأعط كل ذي حق حقه ولا تجعل الزغل والخالص شيئا واحدا.

فصل



الصفحة التالية
Icon