الثاني : إثبات ربوبيته للعالمين وتقريرما ذكرناه والعالم كل ما سواه فثبت أن كل ما سواه مربوب والمربوب مخلوق بالضرورة وكل مخلوق حادث بعد أن لم يكن فإذا ربوبيته تعالى لكل ماسواه تستلزم تقدمه عليه وحدوث المربوب ولا يتصور أن يكون العالم قديما وهو مربوب أبدا فإن القديم مستغن بأزليته عن فاعل له وكل مربوب فهو فقير بالذات فلا شيء من المربوب بغنى ولا قديم.
الثالث : إثبات توحيده فإنه يقتضي عدم مشاركة شيء من العالم له في خصائص الربوبية والقدرة من خصائص الربوبية فالتوحيد ينفى ثبوته لغيره ضرورة كما ينفى ثبوت الربوبية والإلهية لغيره.

فصل : في بيان تضمنها للرد على الرافضة


وذلك من قوله ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾
إلى آخرها.
ووجه تضمنه إبطال قولهم : أنه سبحانه قسم الناس إلى ثلاثة أقسام ( منعم عليهم ) وهم أهل الصراط المستقيم الذين عرفوا الحق واتبعوه ( ومغضوب عليهم ) وهم الذين عرفوا الحق ورفضوه و( ضالون ) وهم الذين جهلوه فأخطأوه فكل من كان أعرف للحق وأتبع له : كان أولى بالصراط المستقيم.
ولا ريب أن أصحاب رسول ﷺ ورضي الله عنهم هم أولى بهذه الصفة من الروافض فإنه من المحال أن يكون أصحاب رسول ﷺ ورضي الله عنهم جهلوا الحق وعرفه الروافض أو رفضوه وتمسك به الروافض.


الصفحة التالية
Icon