أي اهْدِنا مرادك منّا لأن الطريق المستقيمَ ما أراد الحق من الخلق من الصدق والإخلاص في عبوديته وايضاً ارشِدْنا إلى ما أنت عليه وايضاً اهْدِنِا انابتك حتى نتّصف بصفاتك وايضاً اهدنا إلى معرفتك حتى نستريحَ من معاملتنا بنسيم أُنسِك وحقائق حسنك وقيل معنى اهِدِنا أي مِلْ بقلوبنا اليك واقم بهمِّنا بين يديك وكن دليلَنا منك اليك حتى لا تقطعَ عمالك بك وقيل أي ارشدنا طريق المعرفة حتى نستقيم معك بخدمتك وقيل أي ارِنَا طريق الشكر فنفْرحَ ونَطرب بقربك وقيل اهدنا بفناء أوصاف الطريق إلى أوصافك التي لم يزل ولا يزال وقيل اهدنا هدى العيان بعد البيان لنستقيم لك على حسب ارادتك وقيل اهدنا هدى من يكون منك مَبْدأه حتى يكون اليك منتهاه وقيل اهدِنا الصّراط المستقيم بالضِّدية عن الصّراط لئلاّ يكون مربوطاً بالصّراط قال الجنيد إن القوم لما سألوا الهداية عن الحيرة التي وردت عليهم عن اشهاد صفاته الازليّة فسألوا الهداية إلى أوصاف العبوديّة كيلا يستغرقوا في رؤية صفات الازليّة قال بعضهم اليك قصدنا فقومنا وقيل اهدنا بالقوة والتمكين وقال الحسين أي اهدِنا طريق المحبة لك والسعى اليك قال الشبلي اهدنا صراط الاولياء والاصفياء وقال بعضهم ارشدنا الذي لا اعوجاج فيه وهوالاسلام وقيل ارشدنا في الدنيا إلى الطاعات وبلغنا في الاخرة الدرجات وقال الاستاذ أي ازل عنّا ظلُماتِ احوالنا لنستضئ بانوار قدسك عن التفيؤ لظلال طلبنا وارفع عنّا ظلّ جَهْدِنا لنستبصر بنجوم جودك فنجدك بك قال الحسينُ اهدنا إلى طاعتك كما ارشَدَنا إلى علم توحيدك قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه اهدِنا أي ثبتنا على الطريق المستقيم والمنهج القويم.