إذا عرفت هذا فنقول : استكمال النفس الإنسانية بالمعارف والعلوم على قسمين : أحدهما : أن يحاول تحصيلها بالفكر والنظر والاستدلال، والثاني : أن تصل إليه محصولات المتقدمين فتستكمل نفسه، وقوله :﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾
إشارة إلى القسم الأول، وقوله :﴿صِرَاطَ الذين أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾
إشارة إلى القسم الثاني، ثم في هذا القسم طلب أن يكون اقتداؤه بأنوار عقول الطائفة المحقة الذين جمعوا بين العقائد الصحيحة والأعمال الصائبة، وتبرأ من أن يكون اقتداؤه بطائفة الذين أخلوا بالأعمال الصحيحة، وهم المغضوب عليهم، أو بطائفة الذين أخلوا بالعقائد الصحيحة، وهم الضالون، وهذا آخر السورة، وعند الوقوف على ما لخصناه يظهر أن هذه السورة جامعة لجميع المقامات المعتبرة في معرفة الربوبية ومعرفة العبودية. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١ صـ ٢١٥ ـ ٢١٦﴾