فصل


قال ابن عطية
وقوله عز وجل :﴿ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ﴾ لما تقدم إلى الولاة في الآية المتقدمة، تقدم في هذه إلى الرعية، فأمر بطاعته عز وجل، وهي امتثال أوامره ونواهيه، وطاعة رسوله، وطاعة الأمراء على قول الجمهور : أبي هريرة وابن عباس وابن زيد وغيرهم، فالأمر على هذا التأويل إشارة إلى القرآن والشريعة، أي : أولي هذا الأمر، وعن عبد الله ومجاهد وجماعة : أولو الأمر : أهل القرآن والعلم، فالأمرعلى هذا التأويل أشار إلى القرآن والشريعة، أي : أولي هذا الأمر وهذا الشأن وحكى الطبري عن مجاهد أنه قال : الإشارة هنا ب ﴿ أولي الأمر ﴾ إلى أصحاب محمد ﷺ خاصة، وحكي عن عكرمة أنها إشارة إلى أبي بكر وعمر خاصة، وفي هذا التخصيص بعد، وحكى بعض من قال : إنهم الأمراء أنها نزلت في أمراء رسول الله ﷺ، وكان السبب أن رسول الله ﷺ بعث سرية فيها عمار بن ياسر، وأميرها خالد بن الوليد، فقصدوا قوماً من العرب، فأتاهم نذير فهربوا تحت الليل.


الصفحة التالية
Icon