فصل


قال الفخر :
دلت الآية على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون عن الخطأ في الفتوى وفي الأحكام، لأنه تعالى أوجب الانقياد لحكمهم وبالغ في ذلك الإيجاب وبين أنه لا بد من حصول ذلك الانقياد في الظاهر وفي القلب، وذلك ينفي صدور الخطأ عنهم، فهذا يدل على أن قوله :﴿عَفَا الله عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُم﴾ [ التوبة : ٤٣ ] وأن فتواه في أسارى بدر، وأن قوله :﴿لِمَ تُحَرّمُ مَا أَحَلَّ الله لَكَ﴾ [ التحريم : ١ ] وأن قوله :﴿عَبَسَ وتولى﴾ [ عبس : ١ ] كل ذلك محمول على الوجوه التي لخصناها في هذا الكتاب. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٣٢﴾
فائدة
قال الفخر :
من الفقهاء من تمسك بقوله تعالى :﴿ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مّمَّا قَضَيْتَ﴾ على أن ظاهر الأمر للوجوب، وهو ضعيف لأن القضاء هو الإلزام، ولا نزاع في أنه للوجوب. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٣٢﴾

فصل


قال الفخر :
ظاهر الآية يدل على أنه لا يجوز تخصيص النص بالقياس، لأنه يدل على أنه يجب متابعة قوله وحكمه على الإطلاق، وأنه لا يجوز العدول عنه إلى غيره، ومثل هذه المبالغة المذكورة في هذه الآية قلما يوجد في شيء من التكاليف، وذلك يوجب تقديم عموم القرآن والخبر على حكم القياس، وقوله :﴿ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مّمَّا قَضَيْتَ﴾ مشعر بذلك لأنه متى خطر بباله قياس يفضي إلى نقيض مدلول النص فهناك يحصل الحرج في النفس، فبين تعالى أنه لا يكمل إيمانه إلا بعد أن لا يلتفت إلى ذلك الحرج، ويسلم النص تسليما كليا، وهذا الكلام قوي حسن لمن أنصف. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٣٢ ـ ١٣٣﴾

فصل


قال الفخر :


الصفحة التالية
Icon