قال المرزوقي : يجوز أن يكون ( إذن لقام ) جواب :( لو كنتُ من مازن ) في البيت السابق كأنّه أجيب بجوابين.
وجعل الزمخشري قوله :﴿ وإذن لآتيناهم ﴾ جواب سؤال مقدّر، كأنّه : قيل وماذا يكون لهم بعد التثبيت، فقيل : وإذن لآتيناهم.
قال التفتازاني :"على أن الواو للاستئناف"، أي لأنّ العطف ينافي تقدير سؤال.
والحقّ أنّ ما صار إليه في "الكشّاف" تكلّف لا داعي إليه إلاّ التزام كون ( إذن ) حرفاً لِجواب سائل، والوجه أنّ الجواب هو ما يتلقّى به كلام آخر سواء كان سؤالاً أو شرطاً أو غيرهما. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٤ صـ ١٨٠ ـ ١٨١﴾
قوله تعالى ﴿ولهديناهم صراطا مُّسْتَقِيماً﴾
قال الفخر :
فيه قولان :
أحدهما : أن الصراط المستقيم هو الدين الحق، ونظيره قوله تعالى :﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِى إلى صراط مُّسْتَقِيمٍ صراط الله﴾ [ الشورى : ٥٢، ٥٣ ]
والثاني : أنه الصراط الذي هو الطريق من عرصة القيامة، وذلك لأنه تعالى ذكره بعد ذكر الثواب والأجر، والدين الحق مقدم على الثواب والأجر، والصراط الذي هو الطريق من عرصة القيامة إلى الجنة إنما يحتاج إليه بعد استحقاق الأجر، فكان حمل لفظ الصراط في هذا الموضع على هذا المعنى أولى. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٣٥﴾
وقال الآلوسى :
﴿ ولهديناهم صراطا مُّسْتَقِيماً ﴾ وهو المراتب بعد الإيمان التي تفتح أبوابها للعاملين، فقد أخرج أبو نعيم في "الحلية" عن أنس قال :" قال رسول الله ﷺ : من عمل بما علم أورثه الله تعالى علم ما لم يعلم "، وقال الجبائي : المعنى ولهديناهم في الآخرة إلى طريق الجنة. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٥ صـ ٧٥﴾


الصفحة التالية
Icon