فصل
قال الفخر :
في قوله :﴿واجعل لَّنَا مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً واجعل لَّنَا مِن لَّدُنْكَ نَصِيراً﴾ قولان :
الأول : قال ابن عباس : يريدون اجعل علينا رجلا من المؤمنين يوالينا ويقوم بمصالحنا ويحفظ علينا ديننا وشرعنا، فأجاب الله تعالى دعاءهم لأن النبي عليه الصلاة والسلام لما فتح مكة جعل عتاب بن أسيد أميراً لهم، فكان الولي هو الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان النصير عتاب بن أسيد، وكان عتاب ينصف الضعيف من القوي والذليل من العزيز.
الثاني : المراد : واجعل لنا من لدنك ولاية ونصرة، والحاصل كن أنت لنا وليا وناصرا. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٤٦﴾
فائدة
قال السمرقندى :
قال الكلبي : لما فتح رسول الله ﷺ مكة، جعل الله لهم النبي ﷺ ولياً، وعتاب بن أسيد نصيراً، وكان عتاب بن أسيد ينصف الضعيف من الشديد، فنصرهم الله به وأعانهم، وكانوا أعز من بمكة من الظلمة قبل ذلك، فصار المسلمون الضعفاء أعزاء كما كان الكفار قبل ذلك. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ٣٤٣﴾