وهنا محذوف، التقدير : فقاتلوا أولياء الشيطان فإنكم تغلبونهم لقوتكم بالله، ثم علل هذا المحذوف وهو غلبتكم إياهم بأنّ كيد الشيطان ضعيف، فلا يقاوم نصر الله وتأييده، وشتان بين عزم يرجع إلى إيمان بالله وبما وعد على الجهاد، وعزم يرجع إلى غرور وأماني كاذبة.
ودخلت كان في قوله : كان ضعيفاً إشعاراً بأنّ هذا الوصف سابق لكيد الشيطان، وأنه لم يزل ضعيفاً.
وقيل : هي بمعنى صار أي : صار ضعيفاً بالإسلام.
وقول من زعم : أنها زائدة، ليس بشيء.
وقال الحسن : أخبرهم أنهم سيظهرون عليهم، فلذلك كان ضعيفاً. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٣ صـ ٣٠٨﴾
وقال الآلوسى :
﴿ الذين ءامَنُواْ يقاتلون فِى سَبِيلِ الله ﴾ كلام مستأنف سيق لتشجيع المؤمنين وترغيبهم في الجهاد أي المؤمنون إنما يقاتلون في دين الله تعالى الموصل لهم إليه عز وجل وفي إعلاء كلمته فهو وليهم وناصرهم لا محالة.
﴿ والذين كَفَرُواْ يقاتلون فِى سَبِيلِ الطاغوت ﴾ فيما يبلغ بهم إلى الشيطان وهو الكفر فلا ناصر لهم سواه ﴿ فقاتلوا ﴾ يا أولياء الله تعالى إذا كان الأمر كذلك.
﴿ أَوْلِيَاء الشيطان ﴾ جميع الكفار فإنكم تغلبونهم.
﴿ إِنَّ كَيْدَ الشيطان كَانَ ضَعِيفاً ﴾ في حد ذاته فكيف بالقياس إلى قدرة الله تعالى الذي يقاتلون في سبيله وهو سبحانه وليكم، ولم يتعرض لبيان قوة جنابه تعالى إيذاناً بظهورها، وفائدة ﴿ كَانَ ﴾ التأكيد ببيان أن كيده مذ كان ضعيف، وقيل : هي بمعنى صار أي صار ضعيفاً بالإسلام، وقيل : إنها زائدة وليس بشيء. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٥ صـ ٨٤﴾