ومن فوائد الشيخ الشعراوى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلَاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ﴾
نعرف أن الحق ساعة يقول :" ألم تر " يعني : إن كانت مرئية في زمنها، فلك أن تتأمل الواقعة على حقيقتها، وإن كانت غير مرئية فمعناها : ألم تعلم، ولكن العلم بإخبار الله أصدق من العين. وحين يقول الحق :﴿ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ ﴾ لا بد أن تكون بوادر مدّ الأيدي موجودة، فلن يقال لواحد لم يمد يده : كيف يدك. والكلام هنا في القتال، فيكون قد كفوا أيديهم عن القتال، بدليل أن الحق سبحانه وتعالى جاء في المقابل فقال :﴿ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ ﴾ إذن فقد قيل لهم :﴿ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ ﴾ لأن بوادر مدّ الأيدي للقتال قد ظهرت منهم إما قولاً بأن يقولوا : دعنا يا رسول الله نقاتل، وإما فعلاً بأن تهيأوا للقتال. وعندما يقول القرآن :﴿ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ ﴾ دل هذا القول على وجود زمنين بصدد هذه الآية : زمن قيل لهم : كفّوا أيديكم، وزمن كُتِبَ عليهم القتال، فنفهم من هذه أنه كانت هناك بوادر المدّ اليد إلى القتال قبل أن يكتب عليهم القتال والذين قالوا : دعنا نقاتل هم : ابن عوف وأصحاب له، ولو كان الأمر بالقتال متروكا للرسول لكان قد أمرهم بمجرد أن قالوا ذلك.