قال القاضي : والقول الأول هو المعتبر لأن اضافة الخصب والغلاء إلى الله وكثرة النعم وقلتها إلى الله جائزة، أما إضافة النصر والهزيمة إلى الله فغير جائزة، لأن السيئة إذا كانت بمعنى الهزيمة والقتل لم يجز إضافتها إلى الله، وأقول : القول كما قال على مذهبه، أما على مذهبنا فالكل داخل في قضاء الله وقدره. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٠ صـ ١٥٠﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هذه مِنْ عِندِ الله ﴾ أي إن يصب المنافقين خِصب قالوا : هذا من عند الله.
﴿ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ ﴾ أي جَدْب ومحَلْ قالوا : هذا من عندك، أي أصابنا ذلك بشؤمك وشؤم أصحابك.
وقيل : الحسنة السلامة والأمن، والسيئة الأمراض والخوف.
وقيل : الحسنة الغنى، والسيئة الفقر.
وقيل : الحسنة النعمة والفتح والغنيمة يوم بدر، والسيئة البلية والشدّة والقتل يوم أُحد.
وقيل : الحسنة السراء، والسيئة الضراء. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٥ صـ ٢٨٤﴾.
وقال فى البحر المديد :
﴿ وإن تصبهم سيئة ﴾ كقحط وجوع وموت وقتل، قالوا للرسول عليه الصلاة والسلام :﴿ هذه من عندك ﴾ بشؤم قدومك أنت وأصحابك، كما قالت اليهود لعنهم الله : منذ دخل محمدٌ المدينة نقصت ثمارها وغلت أسعارها.